
ما قيل عن توظيف أنور أبو مكية
هاشم ابوطالب
كلام ولغط وأخذ ورد على خلفية تسريب إحدى وثائق مرتبات أعضاء المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الانسانية – بغض النظر عمن سربها – حتى لا يطول الكلام، فإن ما بدى ظاهراً حجم السطحية والانجرار من المحسوبين على مناهضة العدوان وراء الاشاعات، ما يؤكد مدى تدنى مستوى الوعي وقلة المعرفة في كيفية التعامل مع هكذا مواضيع، وكأننا همج رعاع لا نمتلك رؤية و ثقافة قرآنية .
قليلاً من الحياء يا سادة، فكان الأولى بكم وأجدر، هو السؤال عن “أنور أبو مكية” حينها ستخجلون وتشعرون كم أنتم صاغرون، حين تستكثرون 600 دولار لهذا الرجل والتي لا تزيد عن 150 ألف بسعر البنك المركزي الرسمي، مقابل هذا الرجل .
قبل الحديث عن ” أنور” دعونا نذكركم بمن هو والده” إنه أبو مكية، ذاك الرجل الذي طالما جلى الكرب عن وجه الشهيد القائد، ووالده العالم الرباني بدر الدين الحوثي ، حتى قال عنه السيد القائد وكل من عرفه أن المسيرة القرآنية قامت على أموال أبومكية.
نعم فقد كان ( قبل الحرب الاولى) رجلاً ذو تجارة واسعة، له من الأموال ما تكفيه لعدة أجيال، إلا أنه طلق الدينا ثلاثاً لا رجعة فيها، وسخر كل أمواله في سبيل الله وتحت تصرف السيد حسين بدر الدين الحوثي وفي وقت عسير جداً ، فحينما كانت تشتد الأزمات على الشهيد القائد أو والده كان أبو مكية يبادر في سرعة الريح، مقدماً أمواله وتجارته فداء لأعلام الهدى، فما عظم أجر من جعل الشهيد القائد يتنفس الصعداء ويبتسم ابتسامة الأمل.
ظل الرجل هكذا حتى أنهى كل تجارته ورأس ماله، وهو لا يبالي بشيء، فليس كغيره ممن يبيع دينه مقابل حفنة من المال يؤمن بها مستقبل أطفاله، بل كان يقول دائماً ” عيالي لهم الله ” وظل هكذا حتى توفاه الله.
…… اذكر من قصص الوالد
ابنه ” أنور ” واصل درب والده ففي الوقت الذي كان يلعب ويتنزه فيه أطفال من يتحدثون عنه بسوء اليوم في الفيس بوك كان أنور محاصراً في جرف سلمان رغم أنه يافعا في تلك الفترة، فذاق مرارة اليتم ومرارة المطاردة من السلطة الظالمة، فلا أب له ولا ورث ، ولا من معيل، إلا أنه واصل الطريق.
كان أنور رجلاً ذكياً في تعليمه، فما إن كانت الحرب تنتهي حتى يعود إلى المدرسة لإكمال دراسته، فكان يدرس في مديرية غير مديريته، خوفاً من معرفته واعتقاله، حتى أكمل الثانوية بتفوق.
بعد اندلاع الثورة في صنعاء سنحت له الفرصة بدراسة ” الحاسوب” وأجادها بتقدير، وميدان عمله يشهد له بمدى مؤهلاته لتقلد أي منصب في مجال البرمجيات وتصميم الأنظمة والبرامج.
وبالعودة إلى الموضوع وبعد معرفة والده، هل شعر من هاجموه بالخجل؟، فما نحن فيه من عز هي ثمرة من ثمار أموال والده، فالله يقول ” لا بستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل”..
فما الذي يريده أبواق السوء؟، وما الذي يغيظهم من تعيين شخص له مؤهلات علمية كبيرة؟ ، ووالده من المؤسسين للمسيرة القرآنية؟.
هل هذا جزاء الاحسان عندكم؟ وهل هذه أخلاقكم ومبادئكم؟ هل التنكر لفضل من أسهموا في عزتنا من مبادئكم، كلا والله، بل إن هذا انحرافا خطيرا عن القيم والمبادئ وتنكر لعطاء الشهداء وتضحياتهم.. وقد انكشفتم واتضحت حقيقتكم.
كان الأحرى بكم أن تنكروا على ” أبو محفوظ ” أن عينه في المجلس الإنساني بدرجة عادية، فهو المؤهل لقيادة المجلس ككل، لأن الانسانية خصلة متجذرة فيه وتجري في عروقه و دمه، ورثها من أبوه رحمة الله عليه.
توبوا واستغفروا ربكم وأنصحكم في السؤال والبحث عن سيرة هذا الرجال العظيم خاصة وأننا في ذكرى الشهيد التي أكد السيد القائد أن تناول سيرتهم لها الأثر الكبير في تغيير واقعنا.
أما بالنسبة للأخ/ محفوظ ابن أبو محفوظ، فلن نخوض في سيرته، فيكفي إن كنتم منصفين، أنه ولد وترعرع في جبال ووديان منطقة مطرة وآل الصيفي ومن جرف إلى جرف فيما أنتم تنعمون بكل ملذات الدنيا وبين الحدائق والفنادق.
إن أبناء العظماء سنضعهم في حدقات أعيننا وسنقدم لهم ما يحتاجون من الرعاية والاهتمام وليذهب المعارضين إلى الجحيم.