الشرطة الروسية تعتقل 330 متظاهر في 20 مدينة
اعتقلت الشرطة الروسية اليوم السبت أكثر من 300 شخص في مختلف أنحاء البلاد خلال تجمعات في عشرات المدن بدعوة من المعارض أليكسي نافالني للمطالبة بالافراج عنه.
ونشر فريق نافالني الناشط الشهير في مكافحة الفساد الذي كان ضحية تسميم مفترض خلال الصيف، طوال النهار مقاطع فيديو عن هذه التظاهرات حيث كان عشرات أو حتى مئات وآلاف الاشخاص يرددون شعارات مثل “(الرئيس فلاديمير) بوتين سارق” و”نافالني، نحن معك” و”الحرية للسجناء السياسيين”.
وحركة الاحتجاج هذه تنظم صفوفها قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المرتقبة في الخريف على خلفية تراجع شعبية الحزب الحاكم “روسيا الموحدة”.
وجرت التظاهرات الأولى اليوم السبت في أقصى شرق روسيا حيث خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في فلاديفوستوك وخاباروفسك وقوبلت بعدد كبير من عناصر الشرطة.
وقبل أكثر من ساعة من بدء التجمع وسط موسكو، اعقتلت عناصر مكافحة الشغب عشرات الأشخاص ونقلتهم في عربات السجون، كما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وكانت شرطة موسكو وعدت بأن “تقمع بلا تأخير” أي تجمع غير مصرح به تعتبره “تهديدا للنظام العام”. ومن جهته، دان رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين التظاهرات “غير المقبولة” في أوج انتشار وباء كوفيد-19.
وتم توقيف حوالى 330 شخصا في عشرين مدينة روسية بحسب منظمة “او في دي انفو” غير الحكومة المتخصصة في متابعة الاعتقالات خلال التظاهرات.
الاعتقالات كانت عنيفة بشكل خاص في فلاديفوستوك، الميناء الروسي على المحيط الهادىء، حيث قام عناصر شرطة مكافحة الشغب بمطاردة المتظاهرين وضربهم بالعصي بحسب فيديو لوكالة فرانس برس.
وكانت الشرطة الروسية أوقفت هذا الاسبوع حلفاء من الصف الأول لنافالني بينهم اثنان حكم عليهما الجمعة بعقوبات سجن قصيرة.
وفي المناطق الأخرى، أوقف عدد من منسقي حركته بعد دعوتهم إلى تظاهرة السبت.
ونافالني (44 عاما) موقوف حتى 15 فبراير على الأقل ومستهدف بعدد من الإجراءات القانونية. واعتقل عند عودته الأحد الماضي من ألمانيا حيث أمضى خمسة أشهر في نقاهة.
وكان قد أصيب في نهاية أغسطس بمرض خطير في سيبيريا وتم نقله إلى المستشفى في حالة طوارئ في برلين بعد تعرضه، على حد قوله، لتسميم بغاز الأعصاب من قبل الاستخبارات الروسية.
وأكدت ثلاثة مختبرات أوروبية إصابته بتسمم. لكن موسكو تنفي بشدة ذلك وتتحدث عن مؤامرة. ومع أنه يدرك أنه قد يعتقل، جازف نافالني بالعودة إلى روسيا مع زوجته.
وفور توقيف نافالني الذي دانته القوى الغربية، دعا أنصاره ومشاهير روس أقل تسييسا، إلى تظاهرات من أجل إطلاق سراحه.
وتم تناقل آلاف الدعوات إلى الاحتجاج هذا الأسبوع على شبكات التواصل الاجتماعي حيث يتمتع المعارض بحضور واسع بينما تتجاهله وسائل الإعلام الحكومية الروسية الرئيسية إلى حد كبير.
وللحد من هذه الدعوات إلى التظاهر، هددت سلطة الاتصالات الروسية “روسكوماندزور” بفرض غرامات على منصتي “تيك توك” و”فكونتاكتي” النظير الروسي لفيسبوك.
وقالت السلطة الروسية إن هاتين المنصتين وكذلك “يوتيوب” الذي تملكه غوغل، قامت بحذف جزء من الرسائل المعنية.
وبينما فتح تحقيق في “تحريض على أعمال غير قانونية ضد القاصرين”، دعت وزارة التربية والتعليم الآباء إلى “منع” أبنائهم من الانضمام إلى التظاهرات.
وحاول فريق نافالني إثارة حماس مؤيديه عبر نشر تحقيق مدو الثلاثاء بشأن ملكية فخمة يستفيد منها الرئيس فلاديمير بوتين.
وهذا المسكن الفاخر الذي يُطلق عليه اسم “قصر بوتين” على شواطئ البحر الأسود ، كلف حسب المعارض أكثر من مليار يورو وتم تمويله من أقارب الرئيس. ورفض الكرملين هذه الاتهامات.